هل تعلم أن معدة الإنسان حلقت بقوامها لكي تأكل النبات لا اللحوم فلقد لا حظت إحدى جامعات شيكاغو أن معدة الإنسان أقل غنى بالعضلات من معد الحيوانات اللاحمة فالعضلات الموجودة في المعدة هي التي تتولى مهمة إكمال تمزيق اللحوم بتقبضها الشديد.
وهناك نظرية تدور حول أكلة لحوم البشر تقول:
إن الشعوب تكتسب بعض صفات الحيوانات التي تتناولها لاحتواء لحومها على سموم ذاتية ومفرزات داخلية تجول في الدماء وتنتقل إلى معد البشر فتؤثر في أخلاقهم ،ولو درس الإنسان لوجد أنه بطبيعته نباتي لا حيواني والدليل:
أنّ للإنسان أربعة أنياب صغيرة - لتمزيق اللحم – أما سائر الأسنان الأخرى فهي قواضم وطواحن كما هو الشأن لدى الحيوانات النباتية،وحتى بالنسبة لمعدة الإنسان هضم النباتات كثيراً من هضم اللحوم فعلى سبيل المثال إذا تناول الإنسان غذاء نباتي{خضار-حبوب-فاكهة –بعض منتجات الحليب}تهضم بسرعة تزيد مرتين أو ثلاث مرات عن سرعة هضم اللحوم ولا يشعر أبداً ببراثين التعب التي تصادفه عند تناوله وجبة حيوانية دسمة كـ "مرق اللحم".
فبسلامة المعدة وسهولة الهضم ينجو الإنسان من عقابيل التعب فالغذاء النباتي يزيد القوة ويساعد على إطالة الحياة،ولكن بكميات معتدلة ودليل على ذلك حياة الحيوانات فهناك اللبونة آكلة العشب تعد من أقوى الحيوانات جسماً وأطولها عمراً،والثور الشهير بقوته الفائقة نباتي ، والفيل الذي يعتبره العلماء أقوى الحيوانات جميعاً-بما فيها الأسد-لا يتناول طعاماً سوى النبات ،ودع عنك السلحفاة –وهي كما تعلم نباتية- فهي تعمر مئات السنين !
قد أكون تطرفت في معلوماتي قليلاً لكن الغريب أن كل ما ذكرته آنفاً قد طبق على الإنسان ولوحظ وجود تشابه كبير في النتيجة .
كثيراً ما نسمع أن أهل زمان كانوا يجدون أكثر حلول مشكلاتهم الهضمية في حانوت البقال أكثر مما يجدونها في حانوت الصيدلي أو حتى "الحكيم"،وكانوا نادراً ما يصابون بالأمراض وبخاصة أمراض المعدة والهضم وإن حصل فتكون ناجمة عن سوء التغذية أو قلتها ومع كل ذلك فبنية أجسادهم كانت أقوى من بنية أجسادنا الآن وأن هنالك أشخاص منهم عمروا مئات السنين فهل تريثنا وسألنا أنفسنا عن السبب؟؟؟
لقد كان أجدادنا الأوائل يعيشون على الفطرة ،كما أرادت لهم الطبيعة،يأكلون عندما يجوعون ويصدون عن الطعام عندما يشعرون بالشبع ويقصرون أنفسهم على لون أو لونين من الغذاء الذي يضم بمجمله الغذاء النباتي أكثر من الحيواني .
ولما جاءت "المدينة " حملت معها أنواع المغريات والمقبلات والمهضمات والمشهيات لفتح الشهية عنوة ومثل ذلك ما تحفل به موائدنا اليوم فيصيب الناس منها ما يحمل التخمة إلى المعدة ،فيحيلها إلى مباءة فساد ومصدر تعفنات تبث السموم في الجسم ، فتهد كيانه وتقوض أركانه وبهذا نسينا الحكمة القائلة أن الإنسان لا يعيش بما يأكل،إنما بما يهضم وقول الرسول (ص):ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه وقول الطبيب العربي الشهير "الكندي":المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء أجل لقد تناسينا كل ذلك رغم معرفتنا أن المعدة مصدر أ:ثر ما يصيبنا من علل وأمراض ،وأنها إذا اتخمت أصبحت مصدر تعفنات وتفسخات تسبب بطئاً في الاحترق،فتتكون من جراء ذلك الحصيات والرمال،كما يتكون((الهباب)) في المداخن إذا لم يتم حرق الوقود بصورة كاملة.
السلام عليكم أتمنى أن تقبلوني صديقة لكم في المنتدى
amany