[/center]بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين
إليكم هذه المحادثة
يدخل المريض فجأة وقد ظهرت عليه أمارات الإنزعاج
فيتلقاه الطبيب : ما بك اشرح لي ما هي آلامك ؟
المريض:
أنا شاب في السادسة عشر من عمري، أعاني منذ حوالي عام من أصوات تصدر من بطني، وهذه الأصوات مسموعة
بدرجة كبيرة مما يسبب لي الإحراج الشديد، وليس هذا فقط، بل غازات وريح من الفم والشرج بدرجة ملفتة، وقد ذهبت إلى الطبيب منذ فترة قريبة ولم يحدث أي تقدم في حالتي، ولا أريد أن أذهب إلى مدرستي ولا أستطيع أن أجلس مع أصدقائي أو أقاربي بسبب هذه المشكلة، فأرجو منكم حلا.
الطبيب:
فإن الأصوات والانتفاخ الذي تشكو منه هو من الغازات التي في البطن، وكثرة الغازات قد تحدث تقلصا في الأمعاء، وتحدث أصواتا مع مرور الغازات في الأمعاء؛ ولذا يجب أن تعرف سبب تشكل الغازات في الأمعاء عندك حتى نتجنبها أو نعالجها، وأذكر هنا الأسباب لكثرة الغازات في البطن
استفسر المريض: ولكن ما الأسباب المسببة لهذه الغازات؟
الطبيب :أسباب عديدة منها:
1- تناول الطعام بشراهة وبسرعة دون مضغ؛ مما يساعد على دخول كميات كبيرة من الهواء مع الطعام.
2- المشروبات الغازية تحتوي على ثاني أكسيد الكربون، وهذه الغازات التي تتحرر تتجمع في المعدة، فإما أن نخرجها بشكل تجشؤ أو أنها تنزل إلى الأمعاء.
3- الإمساك الذي يؤدي إلى بقاء الطعام فترة طويلة؛ مما يسبب تخمراً في الطعام، وبالتالي الغازات.
4- بعض الأطعمة مثل الحليب ومشتقاته تسبب زيادة في تشكل الغازات، خاصة عند الناس الذين يشكون من نقص خميرة خاصة بهضم الحليب، ويلاحظ المرضى آلاما وإسهالا وغازات كلما شربوا الحليب، ولا يحصل هذا الشيء مع تناول الزبادي (اللبن).
4- البقوليات والملفوف والقرنبيط والفجل واللفت، من الأطعمة المولدة للغازات.
5- استعمال النرجيلة فإنه يدخل كمية كبيرة من الدخان أو الغازات إلى البطن، ومضغ العلكة - اللبان - والتدخين من العوامل التي تزيد من عملية بلع الهواء.
6- هناك سبب أحيانا يغيب عن التفكير به وهو مرض يسمى الداء الزلاقي، وهو أحد أمراض سوء الامتصاص، وقد تكون أعراضه فقط بشكل غازات كثيرة.
فعليك في البداية معرفة إن كان عندك أحد أو أكثر من الأسباب الخمس الأولى التي ذكرتها والابتعاد عنها، وإن أكثر الطرق شيوعا لتقليل الإزعاج الناتج عن كثرة الغازات والانتفاخ هي تغيير العادات الغذائية، وتناول الأدوية وبعض الأعشاب، وتقليل كمية الهواء المبلوع قدر الإمكان.
المريض :هل هناك طرق أخرى للعاج إن لم تفلح هذه الطريق؟
الطبيب:
وهناك بعض الأدوية التي تساعد على التقليل من غازات البطن بعد محاولة علاج الأسباب التي ذكرتها، ومن هذه الأدوية دواء يُسمى: (dysflatly) ثلاث مرات في اليوم، والفحم المنشط الذي يعمل على تقليل الغازات فيزيائيا من خلال عملية الامتصاص.
بالإضافة إلى مركبات الإنزيمات الهاضمة التي تساعد بصورة كبيرة على هضم النشويات والكربوهيدرات، وتسمح للناس بتناول الأطعمة التي تسبب لهم غازات عادة.
وإنزيم اللاكتيز الذي ذكرناه من قبل متوفر على صورة أقراص وشراب، وبإضافة بعض قطرات من اللاكتيز السائل على كوب الحليب قبل شربه أو مضغ قرص من الإنزيم قبل الطعام يساعد كثيرا على هضم اللاكتوز وعدم تكون غازات.
أيضاً الأدوية التي تحتوي على محلول - ألفا جالاكتوسيداز - وهو إنزيم ينقص الجسم لهضم السكريات الموجودة في الفول والبقول التي كانت لا تُهضم أصلا وتسبب الغازات، ويذكر أن الطهي الجيد للطعام، خاصة البقول يقلل الغازات المعوية والانتفاخات بشكل ملحوظ.
ويجب أن نذكر هنا أن الغازات وانتفاخ البطن من أعراض القولون العصبي الذي يترافق مع آلام في البطن، والتي يمكن أن تأتي أثناء القلق والتوتر، وقد يكون سبب الألم عندك مع قيادة السيارة، خاصة مع الطرقات والزحمة فإن الإنسان يتوتر ويقلق ويخشى أن يتأخر على عمله، وهذا من شأنه أن يسبب ألما في البطن.
المريض :ما هو الداء الزلاقي؟
الطبيب:
وأما عن الداء الزلاقي - بالإنجليزية: celiac disease - وهو اضطراب في جهاز الهضم ينجم عن عدم تحمل مادة تسمى الغلوتين التي توجد في القمح ومشتقاته، والمرض له عدة تسميات منها: (سوء الامتصاص، التحسس للغلوتين، التحسس للقمح).
ولا يعرف السبب الحقيقي حتى الآن ولكن هناك استعداد وراثي للمرض وبالتالي قد تشاهد الحالة في بعض العائلات أكثر من غيرها وهو مرض مناعي مع استعداد وراثي.
المريض:ما هي أعراض هذا المرض؟
الطبيب: ومن أعراض المرض تغير طبيعة البراز ورائحته، فيصبح البراز ذو رائحة كريهة جداً ودهني ولونه متبدل، وكذلك نقص الوزن، ويكون ملاحظ بشكل واضح عند الأطفال حيث يتسم بنقص في التطور (نقص الوزن وبطء النمو)، بالإضافة إلى تعب ووهن عام، وألم بطني وفي بعض الحالات يكون الغازات والانتفاخ الأعراض الوحيدة لذا يجب التفكير في هذا المرض إذا تم استبعاد الأسباب الأخرى.
المريض :ما هي طرق العلاج منه ؟
الطبيب:حاول أن تبتعد لفترة عن الأغذية التالية ثم قارن الأعراض قبل وبعد الابتعاد: (الخبز، المعكرونة (الباستا)، الحلويات، الفطائر، الدونات، الكيك (الكاتو)، البرغل، السميد، البسكويت)، وكذلك جميع الأطعمة التي تحتوي في تركيبها على القمح (دجاج البروستد لأنه مغطى بطبقة من الدقيق وكذلك السمك، والأطعمة الموجود فيها البقسماط)، والشوفان (رغم أنه لا يحتوي على الغلوتين ولكن قد يختلط بالقمح خلال تحضيره)، ونوع من النشأ المشتق من القمح.
ويمكنك تناول ما يأتي: (الذرة، الأرز، دقيق الذرة، نشأ الذرة، البطاطا، الفواكه، الخضراوات، الحليب، اللحوم بأنواعها (بدون إضافة مشتق للقمح معها)، البيض، الزيوت)، فإن تحسنت الأحوال بهذه الحمية فعليك بمراجعتي أنا طبيب جهاز الهضم لوضع النقاط
الأخيرة للتشخيص.
المريض: شكراً
الطبيب :أتمنى لك الشفاء العاجل.
فاطمة الدرع- الثامن -مدرسة الشهيد أمين درباس