فلينظر الإنسان إلى طعامه
حدثناكم في المواضيع السابقة عن الأرض الهامدة وكيف أن الله سبحانه وتعالى يحيا بالماء والنبات ، وكيف تهتز وتربو بالنبات وبالكائنات الحية الدقيقة وغيرها ، وتكون اليخضور سر الحياة العظيم في هذا الكون البديع المنظم .
وفي الصفحات التالية أحدثك أخي المسلم عن الإعجاز النباتي في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة عبس : (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ {24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا {25} ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا {26} فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا {27} وَعِنَبًا وَقَضْبًا {28} وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا {29} وَحَدَائِقَ غُلْبًا {30} وَفَاكِهَةً وَأَبًّا {31} مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)[1].
معاني الألفاظ:
فلينظر الإنسان إلى طعامه : نظرة تفكر واعتبار وكيف هيأه الله سبحانه وتعالى له.
صببنا الماء صباً : أي بقدرتنا أنزلناه من السحاب إلى الأرض إنزالا عجيباً .
شققنا الأرض شقا: بالنبات والحرث وغيرها من العوامل .
قضباً : علفاً رطباً للدواب
حدائق غلباً : بساتين عظاماً متكاثفة الأشجار
أباً : كلأً وعشباً وهو التبن خاصة.
وفي تفسير هذه الآيات نقول وبالله التوفيق :
هذه الآيات من آيات الإعجاز النباتي في القرآن الكريم والقرآن كله معجز حيث بدأت الآيات باستحثاث الإنسان أن ينظر إلى طعامه (الماء ـ المواد كهربوهيدراتية والمواد الدهنية ، والمواد البروتينية والمعادن والفيتامينات والأملاح)ونشأتها وعناصرها ، ومصادرها ، وتنوعها جميع المواد الغذائية السابقة على اختلافها عدا الماء ة والمعادن وبعض الأملاح جاءت من النبات والنبات نشأ بالإنبات وجميع الفاكهة مرتبط بالتربة (الأرض ) والأرض تتشقق بالإنبات والعديد من العوامل الكيمائية والفيزيائية والأحياء الأخرى .
وقد فصلت الآيات الكريمات التي نحن بصدد الحديث عنها هذه العناصر والعوامل وجمعتها في الإعجاز معجز وهذا ما سنعيش في رحابه في السطور التالية:
قال تعالى
فلينظر الإنسان إلى طعامه) : هذا أمر من الله سبحانه وتعالى للإنسان مؤمنه وكافره أن ينظره إلى طعامه نظرة تفكر واعتبار ليرى كيف يسر الله سبحانه وتعالى برحمته وخلق بقدرته الطعام نظرة تفكر واعتبار ليرى كيف يسر الله سبحانه وتعالى برحمته وخلق بقدرته الطعام الذي هو قوام حياته وحياة أنعامه.
ونحن إذا نظرنا في الآية نظرة علمية نجد العجب العجاب ، حيث أن المصدر الأصلي ، لطعام الإنسان والحيوان وباقي الكائنات الحية غير ذاتية التغذية هو النبات والكائنات الحية ذاتية التغذية الأخرى ، والتي يضعها العلماء في المملكة النباتية أو مملكة البدائيات أو مملكة الطلائعيات هي التي تثبت الطاقة الشمسية في وجود الماء وثاني أكسيد الكربون ومعادن الأرض وأملاحها ، وتحولها بقدرة الله وفي وجود اليخضور وخلافه إلى روابط كيميائية غنية بالطاقة في المواد الغذائية والسكريات أو المواد الكربوهيدراتية هي من أول المركبات الغذائية تكويناً ومنها تستطيع بعض الكائنات الحية ، بما أودع الله فيها من أسباب العيش والحياة وقدرات حيوية تستطيع تكوين باقي المواد الغذائية من دهون وبروتين وخلافه .
وأن النبات وبعض الكائنات الحية الدقيقة هي مصدر الفيتامينات اللازمة لحياة الكائنات الحية .
والأرض هي مصدر المعادن ومعظم المعادن الأملاح الضرورية لحياة الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان والنبات والحيوان ، والكائنات الحية الدقيقة والبدائيات والطلائعيات .
ولقد ربطت الآيات الكريمة في إعجاز معجزين عوامل تكوين الغذاء (الطعام ) وهي الماء والأرض والنبات.
أولاً: الماء :
بدون الماء لا توجد حياة ، قال تعالى
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) وبدون الماء لا يوجد نبات .
قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون)[2]
وبدون النبات لا توجد مادة خضراء (فأخرجنا منه خضراً ) وبدون الخضر لا يوجد حب (خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَاب) .
وبدون الماء لا تتم عملية البنا ءالضوئي ولا يستطيع النبات امتصاص المعادن من التربة ولا يتكون الغذاء.
ثانياً: الأرض:
بدون الأرض لا يوجد نبات حتى ولو كان هذا النبات يعيش مائية لا أرضية لأن الأرض هي مصدر المعادن الضرورية لحياة النبات، وبدون شق الأرض وتحويلها من أرض صخرية لا تنبت الزرع إلى أرض مفتتة قابلة للتشقق ، تصلح لزراعة النبات وإنمائه ، وتوفر له الحماية والغذاء المعدني في صورة ذاتية ويمثل تكوين الأرض الزراعية نعمة كبرى من النعم التي أنعم الله بها على عباده، وهكذا يظهر الإعجاز في الآيات السابقة .
النخل في القرآن الكريم والعلم الحديث
النخلة من الأشجار المباركة ، في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، و العلم الحديث والمحببة إلى النفوس في البلاد العربية والإسلامية فعندما تذكر النخلة يذكر الخير كله ، حتى قيل بيت بلا تمر فيه بيت بلا طعام ، وبلد بلا نخل بلد بلا خير، فقد ورد في الحديث الشريف
خير المال سكة مأبورة، أو مهرة مأمورة)[3] أي سكة نخل مصلحة .
وسوف نورد فيما يلي الآيات القرآنية التي ورد بها بعض الصفات العلمية للنخلة ثم نورد بعض أوصاف النخلة في السنة النبوية المطهرة وأقوال بعض الحكماء والعلماء ونختم الموضوع بالصفات العلمية للنخلة مع بيان هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وحكمة الإفطار على الرطب أو التمر عقب الصيام لنرى أن الإسلام دين العلم وأن القرآن معجز وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى .
أولاً : بعض صفات النخلة في القرآن الكريم:
بعض صفات النخلة في القرآن الكريم :
قال تعالى : (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ {10} رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ)[4].
باسقات : طوالاً أو حوامل .
لها طلع : ثمرها ما دام في وعائه.
نضيد : متراكم بعضه فوق بعض .
1. قال تعالى : (ومن النخل من طلعها قنوان دانية )..
طلعها : هو أول ما يخرج من ثمر النخل في الكيزان
قنوان : عذوق وعراجين كالعناقيد تنشق عنها الكيزان
دانية : متدلية أو قريبة من المتناول
قال تعالى : (وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ).
مختلفاً أكله : ثمره المأكول في الهيأة والكيفية .
2. قال تعالى
فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَام).
ذات الأكمام : أوعية التمر وهي طلع
قال تعالى : (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[5]
سكراً : خمراً ثم حرمت بالمدينة
3. قال تعالى : (وزروع ونخل طلعها هضيم )
هضيم : ثمرها نضيج أو متدل لكثرته.
4. قال تعالى : (وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل وغير صنون يسقى بماء واحد..
نخيل صنوان : نخلات يجمعها أصل واحد.
الأكل :ما يؤكل ، وهو الثمر والحب .
5. قال تعالى : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) [6]
رطباً جنياً : صالحاً لإجتناء أو طرياً
من الآيات السابقة نرى أن من صفات النخل في القرآن الكريم ما يلي :
1. النخل باسقات : يعني طوالا
2. طلعها نضيد: متراكم على بعضه
3. ثمارها دانية : متدلية أو قريبة من المتناول
4. ذات الأكمام : لها أوعية للثمر
5. يصنع من ثمارها : الخمر ، وقد حرمت بالمدينة المنورة.
6. يصنع من ثمارها : الرزق الحسن مثل السكر والدبس والعجوة وغيرها.
7. من النخيل صنوان : نخلة بجذع واحدة
8. ومنها غير صنوان : نخلة بجذع واحدة
9. مختلفاً أكله : فمنه الأخضر والأحمر والأصفر والأسود والبني والطري والجاف .
10. نفضل بعضها على بعض في الأكل : فمنه شديد الحلاوة ومتوسط الحلاوة وقليل الحلاوة، وغير الملييء بالألياف وقليل الألياف .
11. رطباً جنياً : صالحاً للإجتناء طريا.
ثالثاً : النخلة في السنة المطهرة :
(1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمن كشجرة لا يتحاثَّ ورقها (أي لا يسقط ) قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة وعنده رجال من العرب فذكروا الشجرة فما أصابوا حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وهي النخلة ) (أخرجه الشيخان مع اختلاف يسير).
(2) قال صلى الله عليه وسلم في حديث طويل
مَثَلُ المُؤْمِنِ الّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأتْرَجّةِ رِيحُهَا طَيّبٌ وَطَعْمُهَا طَيّبٌ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيّبٌ وَلا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الرّيْحَانَةِ رِبْحُهَا طَيّبٌ وَطَعْمُهَا مُرّ، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الّذِي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلةِ طعْمُهَا مُرّ وَلا رِيحَ لَها، وَمَثَلُ جَلِيسِ الصّالِحِ كَمَثَلِ صَاحِبِ المِسْكِ أَنْ لَمْ يُصِبْكَ مِنْهُ شَيْء أَصَابَكَ مِنْ رِيحِهِ، وَمَثَلُ جَلِيسِ السّوءِ كَمَثَلِ صَاحِب الكِبرِ إِنْ لَمْ يُصِبُكَ مِنْ سَوَادِهِ أَصَابَكَ مِنْ دُخَانِهِ).
(3) وفي الحديث (خير المال سكة مأبورة ) أي سكة نخل مصلحة (أبو داود أو حاتم السجستاني في كتاب النخل من دون تخريج).
ثالثاً : قالوا عن النخلة :
قال لقمان لأبنه : يا بني : ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله خليلاً صالحاً فإنما الخليل الصالح كمثل النخلة ، إن قعدت في ظلها أظلت و إن احتطبت من حطبها نفعتك وإن أكلت من ثمرها وجدتها طيباً.
عن الشعبي أن قيصر ملك الروم كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أما بعد : فإن رسلي أخبرتني أن قبلكم (بكسر القاف وفتح الباء) شجرة تخرج مثل آذان الفيلة ثم تنشق عن مثل الدر الأبيض ، ثم تخضر كالزمرد الأخضر ، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر ثم تنضج فتكون كأطيب فاالوذجٍ (حلوى ) أكل ، ثم تينع وتيبس فتكون عصمة للمقيم، وزاداً للمسافر فإن تكن رسلي صدقتني فإنها من شجر الجنة.
فكتب إليه عمر رضي الله عنه:
بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله أمير المؤمنين إلى قصير ملك الروم السلام على من ابتع الهدى أما بعد، فإن رسلك قد صدقتك ، وإنها الشجرة التي أنبتها الله جل وعز على مريم حين نفست بعيسى فاتق الله ولا تتخذ عيسى إله من دون الله .
قال أبو حاتم بن سهل بن محمد السجستاني رحمه الله في كتابه النخل :
النخلة سيدة الشجر مخلوقة من طين آدم ـ صوات الله عليه ـ وقد ضربها الله ـ جل وعزـ مثلاً لقوله (لا إله إلا الله ) فقال تبارك وتعالى : (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة ) وهي قول (لا إله إلا الله) (كشجرة طيبة) وهي النخلة فكان أن قول (لا إله إلا الله ) سيد الكلام كذلك النخلة سيدة الشجر.
قال الشاعر :
كن كالنخل عن الأحقاد مرتفعاً يرمي بحجر فيلقي بالطيب الثمر
قال حسان بن ثابت يفخر بالنخلة :
بها النخل والآطال تجري خلالها جداول ، قد تعلو رقاقاً وجرولاً
ربعاً : النخلة في العلم الحديث :
النخلة من النباتات البذرية الزهرية مغطاة البذور، من ذوات الفلقة الواحدة تتبع رتبة النخيليات ( ORDER : PRINCIPES) التي تحتوي على فصيلة واحدة هي الفصيلة النخيلية ( FAMILY : PALMAE) المشتملة على حوالي ( 200) جنس وأكثر من ( 400) نوع أهمها جنس فونيكس ( PHOENIX ) والذي يحتوي حوالي (17) نوعاً توجد غالباً في المناطق الجافة وشبه الجافة .
ويقال إن اسم فونيكس مشتق من الفينيقية الذين كانوا يتجرون في التمر، أو من اسم الطائر الخرافي (الفونيكس) لقدماء المصريين .
والنوع من الجنس السابق الذي يتم الاستفادة منه تجارياً هو النوع (DACTYLIFERA) المنتج للبلح المستخدم في صناعة التمر وهو ما نعنيه في هذا الموضوع ويسمى نخيل البلح ( DATE PALM) واسمه العلمي PHONIX DACTLYFERA والنخلة شجرة ثنائية المسكن (الذكر منفصل عن الأنثى ) واسعة الانتشار في جزيرة العرب ومنطقة الخليج ومصر والعراق والشام ومما كرم الله سبحانه وتعالى أهل الإسلام به ، وكرم النخلة أن النخل منتشر في ديار المسلمين ويندر وجوده في بلاد غير المسلمين .
الشكل الظاهري لنخلة البلح :
نخلة البلح كما قلنا شجرة ثنائية المسكن ، يصل طولها إلى (30) متر ارتفاعاً ، يعلوها تاج من الأوراق الخضراء المركبة الريشية طول الواحدة منها حوالي (6) أمتار ، تحيط قواعد الأوراق الغمدية بالساق وتحمل وريقات (الخوص) لها قمة مدببة حادة يتحور بعضها السفلي إلى أشواك (سل النخل) طويلة خشنة .
ساق النخيل كما قلنا ساق طويلة، صنوان وغير صنوان، ويخرج منها الفسائل قرب سطح الأرض عادة .
تخرج النورات (مجموعة أزهار متجمعة ) من آباط الأوراق على هيئة كوز أخضر مائل إلى البني من أطراف تحمل الكيزان بداخلها اغريض (عزق ) مركب متفرع إلى عدة فروع ، تحمل عليها أزهار وحيدة الجنس( إما مذكرة أو مؤنثة ) لونها في البداية أبيض قشدي ، والثمرة ذات بذرة واحدة (النواة ) مستطيلة أهليللجية الشكل لونها متغير من الأخضر الغامق إلى الأصفر الزاهي ومن البني المحمر إلى الأرجواني .
تحمل النخلة المؤنثة أكثر من عشرة آلاف زهرة ، والمعلوم علمياً أن كل زهرة بعد تلقيحها أو إخصابها تعطي ثمرة .
طرق تكاثر النخيل:
يتم تكاثر النخيل بالطرق التقليدية والطرق الحديثة ومنها :
أ. الطرق التقليدية : وتتم بإحدى الطريقتين :
1) التكاثر الجنسي : وذلك بزراعة النوى، ولكن يعاب على هذه الطريقة أن النباتات الناتجة منها عادة لا تتشابه مع النخلة الأم في الصفات الثمرية، وحوالي (50%) منها على الأقل تكون ذكوراً، كما أن الشتلات منها تتأخر كثيراً في الإثمار، ومعظم البلح والتمر الناتج منها من النوع الرديء.
2) التكاثر بالفسائل :
وهذا معلوم لنا جميعاً، وتتميز النخلة الناتجة من هذا النوع من التكاثر بتشابهها مع النخلة الأم في المواصفات العامة ونوعية الثمار .
ويعاب على هذه الطريقة :
أنها أبطأ الطرق حيث أن النخلة (الأم) الواحدة لا تعطي أعداداً كافية من الفسائل كما أن تكون الجذور في هذه الفسائل ليست بالنسبة الكافية، وبالتالي فإن أعداد الشتلات المنتجة لا تواكب طموحات الدول التي ترغب في التوسع في زراعة النخيل .
وفي هذه الطريقة تنتقل معظم الأمراض، الموجودة في النخلة الأم إلى الفسائل .
وهذا يستلزم إيجاد طرائق إيجاد طرائق أخرى تمكننا من توفير الشتلات بالأعداد المطلوبة ، في الوقت المطلوب ، وأن تكون خالية من الأمراض وهنا تظهر أهمية زراعة الأنسجة في المختبر .
3) نخل الأنابيب :
وتعرف هذه الطريقة علمياً بزراعة الأنسجة النباتية وفيها نأخذ نسيجاً معيناً من النخلة مثل السكريات والنيتروجين والفيتامينات والهرمونات والمعادن والأملاح والماء ومادة مصلبة (الآجار ـ آجار) .
وبهذه الطريقة إذا كان عندنا نخلة واحدة من النوع الممتاز فإننا نستطيع أن نزرع منها آلاف القطع النسيجية في آلاف أنابيب الأختبار لنحصل على آلاف الفسائل الممتازة والخالية من الأمراض في مدة لا يتجاوز (12-16) أسبوعاً .
وتتم هذه الطريقة بأخذ القمة النامية للبراعم القمي، أو البراعم الإبطية والمسمى بالجماّر ثم نعقمه ونقطعه إلى أجزاء صغيرة يتم زراعتها في جو معقم على المنبت الغذائي سالف الذكر داخل أنابيب الأختبار وتحضن في غرف خاصة فنحصل على النبيتات (PLANTLET) التي ننقلها بعد حوالي16 أسبوعاً إلى صوبة خارجية مكيفة الهواء ثم ننقلها تدريجياً إلى صوبة محمية في الجو الخارجي إلى أن تتأقلم الشتلات مع الجو الخارجي وفي النهاية تزرع الشتلات في المكان المستديم .
والنخلة الناتجة عن هذا النوع من التكاثر تتطابق صافتها مع صفات النخلة الأم التي تأخذ منها النسيج المرستيمي وتكون خالية من الأمراض الوبائية والمعدنية .
وهذه الطريقة متبعة في كثير من الدول العربية مثل : تونس والبحرين ومصر والإمارات العربية والمملكة العربية السعودية وغيرها.
المصدر : كتاب آيات معجزات من القرآن وعالم النبات
تأليف الدكتور نظمي خليل أبو العطا دكتور الفلسفة في العلوم ( نبات) جامعة عين شمس .
أقرأ المزيد
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة عبس
[2] سورة الأنعام
[3] كتاب كنز العمال 9355
[4] سورة ق 11
[5] سورة النحل 67
[6] سورة مريم 25