خلفية.. باختصار
يبقى الإنسان العادي في نمو دائم، شاء أم أبى، حتى الخامسة والعشرين من عمره تقريبا (غير النمو في الطول الذي يقف عند سن الثامنة عشرة تقريبا) ثم يقف (أي النمو). ثم ينظر الجسد إلى توجه صاحبه وإلى أين هو متجه من عمل وسعي ونشاط، فيقوم بتنمية ما يلزمه من أعضاء. فإن كان ـ مثلا ـ حدّادا زاد له في نمو عضلات ذراعيه، وإن كان حطابا زاد له في نمو عضلات بدنه كلها، وإن كان من الذين يصعدون كل يوم 100 درجة زاد له في عضلات ساقيه، وإن كان يصعد 200 درجة يوميا زاد له في عضلات ساقيه بما يعادل ذلك وهكذا. أما إن كان نهما شرها للطعام زاد له في سعة معدته!
ثم ينظر الجسم: أي الأعضاء التي انخفض نشاطها في الوقت الذي تستهلك فيه الطاقة ولا تعمل، فيعيد امتصاصها، مثل العضلات والعظام كحالة المرأة التي لا تعمل في منزلها أو في أي مكان آخر، تأكل ما لذ وطاب، أما الحركة والعمل فيكفيها في ذلك الآخرون؛ فتضمر عضلاتها وتترحرح مخازن الدهون لديها في الاتجاهات الأربع وتنخر عظامها فتصاب بهشاشة العظام، وقد تصاب بالكآبة لعدم مشاركتها في الحياة بالعطاء ولقلة إفراز الموصلات العصبية. أو كالمكتبي الذي ينسى نفسه فوق كرسيه حتى يتقرح فيه باطن فخذيه.
الخطأ الكبير
الخطأ الكبير هو الذي يقع فيه الكثيرون ممن يقومون باتباع برامج الحمية من حرمان من الآكل أو تحديد للسعرات أو تناول سعرات قليلة حتى يجبروا الجسم على إذابة الدهون لاستخدامها مصدرا للطاقة، أو لأجل أن يقللوا من الدهون التي في الأرداف وإبقاء الدهون التي هي في الوجه؛ حتى لا ينحف. ولكن من قال لهؤلاء إن الجسم سيلبي رغبتهم؟! وحتى يكون معلوما للجميع فان الجسم يتبع أوامر الشفرة الداخلية، أي النظام الجيني الموجود فيه، إلى جانب ما يتلقاه الجسم عمليا - كالتمارين الرياضية - من صاحبه بما يشير إلى رغبته.
خدعة نقص الوزن
أي رجيم بدون حركة ونشاط للجسم أو رياضة قد يؤدي إلى نقص وزن الجسم ولكن هذا النقص خدعة، لان نوع النقص هنا ليس بالضرورة أن يكون من الدهون فقد يكون من ماء الجسم أو العضلات أو العظام. إن الرجيم بدون رياضة يؤدي إلى ضمور العضلات والعظام وزيادة كمية الدهون.
لماذا تنقص الكتلة العضلية أوْلاً وليس الدهون؟
لأن الكتلة العضلية تستهلك من الطاقة كمية كبيرة نسبيا، حتى وإن كانت لا تعمل. في الحالة هذه يرى الجسم أن يتخلص من جزء منها، ويحوله إلى طاقة، مثلها مثل الكسول الذي يأكل ولا يعمل. ولكن الجسم لا يعمل بالعواطف والشفقة، بل يقوم بحل جزء من العضلات ويحوله إلى طاقة للاستهلاك، وبذلك يقلل من استهلاك الطاقة بدون فائدة، ويبقي على الدهون المخزنة ليستخدمها عند الشدة والحاجة. هذا النظام معمول به في الجسم منذ ملايين السنين ولا يمكن تغييره.
كيف نزيد الوزن؟
إن كنا نود زيادة الوزن فعلينا أن نضاعف حاجة الجسم من البروتين خاصة، وبقية العناصر الغذائية اليومية.. ولكن موزعة على طول النهار، مع عمل رياضة للجزء الذي نود زيادة حجمه، أو عمل رياضة شاملة للجسم كله؛ حتى يزيد الجسم كله. وكلما كانت الرياضة أشد كانت النتائج افضل، وينطبق هذا على من يود القيام بعمل ما يسمى كمال جسماني.
كيف نقلل كمية الدهون؟
إن كنا نود تخفيض كمية الدهون فعلينا حَشْر سلوك الجسم في الزاوية، ويتم ذلك بإنقاص كمية الطاقة المستهلكة يوميا ولكن موزعة على طول النهار. وحتى لا تستهلك العضلات كمصدر للطاقة علينا أن نقوم بعمل يرهق العضلات.. فعندئذ لا يستطيع الجسم التعدي على العضلات كمصدر للطاقة، بل قد يتطلب منه زيادة كتلة العضلات. وفي هذه الحالة يُجبر الجسم على استهلاك الطاقة من مستودعات الدهون في الجسم. فإن رغبت المرأة في أن تفقد الدهون من ساقيها أو أردافها؛ فعليها أن تقلل تناول السكريات والدهون والزيوت، وتجري رياضة شاقة، وبمساعدة الأجهزة للساق أو الحوض.. وهنا ستفقد الدهون من السيقان والأرداف ليرجع شكلها إلى ما كان عليه. أو عمل رياضة شاملة للجسم كله حتى تنقص كمية الدهون من الجسم كله. وكلما كان الالتزام جديا ومتبعا كانت النتائج واضحة وسريعة ودائمة بإذن الله.
هذه قاعدة أزلية لا تتغير مهما تتدخل في تغييرها المنتفعون أو المروجون أو الراغبون، ولكل طريقة غير طبيعية ثمن يدفعه الإنسان من موضع آخر من جسمه!