----------------------------------
Coeliac disease
الداء الزلاقي - زلق الامعاء :
هو فرط الحساسية التي تصيب الأمعاء الدقيقة بسبب عدم تحمل أمعاء المريض لبروتين الغلوتين Gluten الذي يوجد في القمح و الجاودار و الشعير و الشوفان و مشتقاتها . وعند المصابين بهذا المرض تلتهب بطانة المعي الدقيق و تتسطح نتيجة تضرر الزغابات المسؤولة عن امتصاص المغذيات .
كيف يحدث الداء الزلاقي و ما هي أسبابه ؟
يبطن المعي الدقيق الملايين من النتوءات أو البارزات المجهرية التي تشبه الأصابع و التي تدعى الزغابات و وظيفة هذه الزغابات هي امتصاص الطعام من الأنبوب الهضمي إلى الدم . في حال إصابة الطفل بالداء الزلاقي يرتكس جسم الطفل تجاه الغلوتين بشكل غير طبيعي نتيجة اضطراب مناعي, فعند تناول الطفل للقمح أو الغلوتين يقوم الجهاز المناعي في جسمه بالارتكاس على مستوى الزغابات مما يسبب تأذيها و تسطحها و ارتشاحها بالخلايا الالتهابية في المعي الدقيق (الصورة في الأسفل توضح الزغابات الطبيعية إلى اليسار مقارنة مع الزغابات المتأذية إلى اليمين عند هذا الطفل ) , و عند تأذي الزغابات المعوية يصبح جسم الطفل غير قادر على امتصاص الفيتامينات و المعادن و الكثير من المواد المغذية اللازمة للطفل و يصبح الطفل عرضة لما يلي في حال عدم الالتزام بالعلاج .
أسباب الداء الزلاقي :
لا يعرف السبب الحقيقي حتى الآن و لكن هناك استعداد وراثي للمرض و بالتالي قد تشاهد الحالة في بعض العائلات أكثر من غيرها , فوجود قريب من الدرجة الأولى كالأب أو الأم او احد الأخوة مصاباً بالداء الزلاقي يرجح بنسبة 5 إلى 10 % لأن يكون هناك شخص آخر مصاب في العائلة , و يصيب المرض كل الأعراق و خاصة في أوروبا و أمريكا الشمالية فهو المرض الوراثي الأكثر انتشاراً في أوربا الغربية و يصيب شخص واحد من أصل 133 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية و الكثير من المرضى لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض.
أعراض الداء الزلاقي:
في الواقع ليست هنالك علامات وأعراض مميزة للداء الزلاقي، حيث يعاني المصابون بهذا المرض من أعراض عامة عند تناولهم مادة القمح أو الشعير أو احد منتجاتهما تشبه أعراض أمراض أخرى مثل متلازمة القولون المتهيج ومرض عدم تحمل اللاكتوز، ولذا قد يمر هذا المرض دون أن يتم تشخيصه.
أما أهم الأعراض التي يسببها تناول منتجات القمح لمرضى الداء الزلاقي فهي ما يلي:
1. آلام في البطن.
2. إسهال.
3. انتفاخ في البطن، وضمور في العضلات.
4. تغير قوام البراز ورائحته.
5. التعب والإعياء.
في بعض الأحيان قد لا يعاني المريض من أية أعراض في الجهاز الهضمي عند تناوله منتجات الغلوتين Gluten، إلا أن ذلك لا يعني أن دقيق القمح لن يسبب له أي ضرر، بل يجب أن يعلم بوضوح أنه وإن لم تظهر أعراض الحساسية المعوية فإن الحالة ما تزال عرضة للإصابة بمضاعفات الداء الزلاقي المزمنة التي من أهمها :
1. سوء التغذية، ونقصان الوزن.
2. فقر الدم.
3. هشاشة العظام.
4. بطء النمو وتأخر البلوغ عند الأطفال والمراهقين الذين يعانون من المرض.
5. سرطان الأمعاء في بعض الحالات النادرة؛ حيث قد تظهر الإصابات الورمية بعد نحو عشرين عاماً من الإصابة بالمرض، وخاصة في الحالات التي لا يلتزم بها المريض بالعلاج.
6. اعتلالات عصبية Neurological disorders وتشنجات Seizures.
7. وقد يسبب تناول المرضى الذين يعانون من تحسس من مادة الغلوتين لمنتجات القمح حساسية جلدية Dermatitis herpetiform التي من أهم أعراضها طفح جلدي وحكة وتقرح الجلد.
تشخيص الداء الزلاقي:
الطبيب المختص هو وحده المؤهل لتشخيص هذا المرض, و لا يجوز للأهل تشخيص هذا المرض بمفردهم لتشابهه الشديد مع أمراض أخرى كثيرة, يعتمد الطبيب في ذلك على وجود ثلاثة مقومات أساسية في المريض هي:
1. وجود أذية معوية مشخصة قبل تطبيق حمية خالية من الغلوتين.
2. تحسن سريري سريع بعد تطبيق هذه الحمية.
3. لدى المرضى اللاعرضيين يجب تأكيد التحسن نسيجيا بخزعة ثانية.
4. يمكن الموجودات المصلية كالـ EMA أن تدعم التشخيص لكنها لا تؤكده لوحدها.
التشخيص المخبري (للأطباء فقط) :
1. EMA - Endomysium Antibody : يعتبر أهم واسم مصلي لهذا المرض.
2. tTG-ELISA - Tissue Transglutaminase – ELISA : تبين بدراسـة نشرت عام 1997 أن الـ Tissue Transglutaminase هو مولد الضد المستهدف للـ EMA مما قد يفتح آفاق تشخيصية جديدة.
3. IgA AG - IgA Anti Gliadin Antibody : وصفي لكنه غير نوعي.
بسبب وجود نتائج مصلية ايجابية كاذبة أو سلبية كاذبة يبقى الفحص النسيجي لخزعة الأمعاء الدقيقة لا غنى عنه.
نصائح عن مكان أخذ الخزعات عند الشك بالداء الزلاقي (للأطباء فقط):
تؤخذ الخزعة من القطعة الثانية للاثني عشري أو من الوصل العفجي الصائمي بواسطة محفظةCrosby أو محفظة Watson، وحالياً تؤخذ الخزعات بواسطة التنظير الهضمي العلوي. سواءً أخذت الخزعات من القطعة الثانية من الإثنى عشري أو من الوصل العفجي الصائمي فإن الحساسية التشخيصية واحدة.
عند الشـك بالداء الزلاقي يجب أخذ 4 خزعات من العفج + خزعتان من غار المعدة + خزعتان من جسـم المعدة.
ملاحظة: المرضى الذين يتبعون حمية فقيرة بالغلوتين والـ EMA لا يزال مرتفعاً عندهم قد لا نجد تغيرات نسـيجية مرضية الا بالبصلة العفجية بينما تبدو بقية الأجزاء العفجية الأبعد طبيعية نسيجياً.
ما هو علاج الداء الزلاقي ؟
لا يوجد شفاء كامل من الداء الزلاقي و لكن يمكن للطفل المصاب أن يعيش حياة طبيعية بإتباع حمية خالية من الغلوتين. و أكثر الحالات تحتاج لإتباع الحمية مدى الحياة , و لأن الغلوتين موجود في كثير مما نتاوله يومياً , فعلى المصاب أخذ الحذر و طلب مشورة أخصائي التغذية حول الحمية المفصلة. و من حسن الحظ أن الزغابات المعوية تستعيد عملها الطبيعي بعد الحمية و لكن هذا يحتاج لوقت طويل رغم أن أكثر الأطفال يظهر عليهم التحسن بسرعة خلال أيام و هذا التحسن لا يعني التخلي عن الحمية و العودة لتناول مشتقات القمح لأن المرض سيعود عندها. لابد من تزويد الطفل بالفيتامينات و الحديد في حال نقصها.
كيف تهتم بطفلك المصاب بالداء الزلاقي ؟
يجب ألا تحزن أو يحزن طفلك بسبب حرمانه مما لذ و طاب من الطعام ! لأن الكثير من هذه الأطعمة يمكن تحضيرها بدون غلوتين , و عليك القيام بما يلي :
1. عود نفسك و عود طفلك على معرفة و قراءة محتويات كل ما ستشتريه أو يأكله
2. عود نفسك و عود طفلك على معرفة الأطعمة الخالية من الغلوتين
3. عود نفسك و عود طفلك على إيجاد وجبات بديلة عن وجبات الطحين والقمح
4. من المفيد التعرف على أشخاص آخرين مصابين بالمرض و النقاش معهم لكي لا يشعر الطفل أنه الطفل الوحيد المحروم من بعض الأطعمة .
ماذا عن تناول الطعام خارج المنزل للطفل المصاب بالداء الزلاقي ؟
لا يجوز حرمان الطفل المصاب من تناول الطعام خارج المنزل إذا كانت العائلة تخرج أحياناً للنزهة أو المطعم , فمع الوقت و الخبرة يمكنك تجنب الغلوتين حتى خارج المنزل و الكثير من المخابز و المطاعم بدأت تقدم الخبز و الوجبات الخالية من الغلوتين
[b]